المكتبة المقروءة


"أي شيء أكبر شهادة"

عندما هممتُ بكتابة هذا المقال لإرساله إلى صفوة الصحف تراءت أمام عيني أحداث عدة، وشخوص كثُر، كلٌ منها قابلٌ لأن يكون موضوعاً يُطرق ومقالاً يكتب وحديثاً يُقال. ثم -برحمة الله- رجعتُ لنفسي وهُديتُ لرشدي، ووجدتُني وأنا على مكتبي أتلو قول الله تعالى (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وبَيْنَكُمْ وأُوحِيَ إلَيَّ هَذَا القُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ ومَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إنَّمَا هُوَ إلَهٌ واحِدٌ وإنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ)
المزيد

بلد السنَّة

جاء في رسالة الامام مالك الى الليث بن سعد: (من مالك بن أنس الى الليث بن سعد، سلام الله عليك، فإني أحمد الله اليك الذي لا إله إلا هو، أما بعد،..... فإنما الناس تبع لأهل المدينة: إليها كانت الهجرة، وبها تنزل القرآن، وأحل الحلال، وحرم الحرام، إذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرهم يحضرون الوحي والتنزيل، ويأمرهم فيطيعونه، ويسن لهم فيتبعونه...) وصدق مالك رحمه الله: فما المدينة في الاصل إلا بلد السنة،
المزيد

محراب التعبد

نعم، عظّم الشرع أمر العبادات، وجعلها طريقا موصلا إلى رضوان الله رب البريات، لكن ذلك لا يعني حصر الأمر ولا كماله، بل في القرآن العظيم (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) وهذا ما يجعلنا نجزم أن المجتمع محراب حق للتعبد، وثمة صور حسن أن تتوارى في حياتنا الوظيفية الاجتماعية، حسن بل واجب أن يدرك القائمون عليها وبها عظيم الأمانة وجلالة المسؤولية.
المزيد

طوق عمرو

يُضرب مثلاً للشيء يكبر عنه الإنسان، وأصله أن عمرو بن عدي كان له طوق يلبسه في صغره، فاستهوته الجن دهراً إلى أن وجده مالك وعقيل، نديما جذيمة، فأتيا به خاله جذيمة بن الأبرش، فألبسته أمه وطوّقته بالطوق الذي كان يلبسه في الصغر، فلما رأى جذيمة ابن أخته عمراً والطوق في عنقه قال: شبّ عمرو عن الطوق، فصارت مثلاً.
المزيد

"إنها السنن"

يقول الدكتور صلاح الدين المنجد عن عميد الأدب العربي «طه حسين» في مقال نشر عام 1973م في جريدة النهار: (عملاق فذ، ملأ عصره بوجوده، وهزه بنزواته وآرائه وخصوماته، كان عجيباً في كل شيء، يكره الاعتدال، عجيب في عماه الذي أعطاه الذكاء المتوقد، وفي سخريته من القديم وحبه الخروج عليه، وفي نهجه الجديد في نقد الأدب ودراسته، الذي قلب الموازين، وجدد المفاهيم.. وفي.. وفي..)
المزيد

"هذا هُدى"

قال الإمام الذهبي في الأعلام: «لقي عليٌّ أسامة بن زيد، فقال: ما كنا نعدّك إلا من أنفسنا يا أسامة، فلم لا تدخل معنا؟! قال: يا أبا الحسن، إنك والله لو أخذت بمشفر الأسد لأخذت بمشفره الآخر معك، حتى نهلك جميعاً أو نحيا جميعاً، فأما هذا الأمر الذي أنت فيه، فوالله لا أدخل فيه أبداً). أ. هـ.
المزيد

علو الهمة

لا ريب أن علو الهمة من دلائل مراتب الكمال. ولهذا مُدحَ بها الملوك وعلية القوم: لَهُ هِمَمٌ لا مُنتَهى لِكِبارِها *** وَهِمَّتُهُ الصُغرى أَجَلُّ مِنَ الدَهرِ وهي مهلكة للجسد، متعبة للذهن، صارفة عن كثير من المباحات مانعة لحياة السرور والملذات. قال أبو الطيب: وإذا كانَتِ النّفُوسُ كِبارًا *** تَعِبَتْ في مُرادِها الأجْسامُ
المزيد

{وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}

هذه الآية جاءت من جملة ما أدب الله به نبيه صلى الله عليه وسلم في سورة الإسراء، وأرشد به خلقه. إن كون الإنسان يعطى حظاً من علم من دلالة توفيق الله له، لكن الله يخاطب في هذه الآية أعلم الخلق بالله نبينا صلى الله عليه وسلم فيقول له جل وعلا: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} [الإسراء من الآية:36].
المزيد

أرجى آية في كتاب الله

وفي قوله جل ذكره: {وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَّهُمْ} [المائدة من الآية:5]، المراد: الذبائح، لأن الطعام ينقسم إلى ثلاثة أحوال: ما لا محاولة فيه كالفاكهة والبر فهذا لا يحرم تملكه على أحد، ولا يتعلق بتملكه لأي أحد حكم شرعي. وطعام تقع فيه المحاولة، أي الصنعة، مثل عصر الزيت وخبز الدقيق، فهذا لا تعلق للدين به. ما تقع فيه المحاولة وتحتاج إلى الديانة والنية، وهو الذبائح، فأباح الله لنا بهذه الآية ذبائح أهل الكتاب، فنسمي الله ونطعم، والتسمية هنا أن نقول (بسم الله) فقط، إذ لم يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم زاد عليها عند التسمية على الطعام. وأما قول الله عن بني إسرائيل: {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ} [البقرة من الآية:61]، فقد قال الحافظ بن كثير: "وإنما قالوا على طعام واحد وهم يأكلون المن والسلوى، لأنه لا يتبدل ولا يتغير كل يوم، فهو مأكل واحد". وقيل كذلك كانوا أهل فلاحة فرغبوا إلى مألوفهم وهذا حق، ولهذا أجاب الله دعاءهم.
المزيد