اليوم السابع - المقال (22) - 12 ربيع الآخر 1431هـ
جاء في رسالة الامام مالك الى الليث بن سعد: (من مالك بن أنس الى الليث بن سعد، سلام الله عليك، فإني أحمد الله اليك الذي لا إله إلا هو، أما بعد،..... فإنما الناس تبع لأهل المدينة: إليها كانت الهجرة، وبها تنزل القرآن، وأحل الحلال، وحرم الحرام، إذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرهم يحضرون الوحي والتنزيل، ويأمرهم فيطيعونه، ويسن لهم فيتبعونه...)
وصدق مالك رحمه الله: فما المدينة في الاصل إلا بلد السنة، وكل جهد معاصر مبارك اليوم يفيء بها الى سابق عهدها وسالف أيامها هو جهد أحق ان يذكر وسعي واجب أن يشكر.
وهذه الايام العشر الوسطى من شهر ربيع الآخر تشهد المدينة المنورة حديثين جليلين لهما علاقته وطيدة بالسنة. الأول منهما: حفل تتويج الطلاب والطالبات الفائزين في مسابقة الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود لحفظ الحديث النبوي الشريف في دورتها الخامسة، وهو حدث ينبيك مظهره عن مخبره حتى كأنك بالعيان تراه. فتيان وفتيات في صدورهم احاديث الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم يرقون درجات منبر كريم توسطه أمير جليل تحف به المسؤوليات الجسام وتناط به الكثير من أمور الدولة لكن الله وفقه لأن ينشئ جائزة عالمية مباركة تُعنى بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حفظاً أو بسنته الطاهرة دراسة وبحثاً وهكذا والله تُقضي الاعمار وتُطوي الايام ويُبني المجد وتُدرك الآخرة، اسأل الله لسموه الكريم العمر المديد والعمل الصالح.
والحدث الآخر ذلكم المؤتمر الذي يقام في رحاب الجامعة الاسلامية وعنوانه الأشم: الارهاب بين تطرف الفكر وفكر التطرف) وهل التطرف إلا بعد عن السنة؟ وحيدة عن ظلالها الوارفة؟ فما أحسن ان يقام مؤتمر بهذا القدر في هذه المدينة المباركة مؤتمر مجلل باساطين العلماء ورواد البحث ورجال المسؤولية وهو مندرج بلا شك في المهام الجسام التي ما فتئت الجامعة الاسلامية تقوم بها مؤخراً منذ تسلم تسيير دفتها معالي الاستاذ الدكتور محمد العقلا زاده الله سداداً وتوفيقاً. والعظائم كفؤها العظماء، والبذل والعطاء سبيل ودأب الشرفاء. وهذا المؤتمر الذي نأمل أن يسد فراغاً كبيراً في ما يعرف بالأمن الفكري إنما يرعاه ويدشن حفل افتتاحه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية. انجازان كبيران لسموه الكريم الاول منها بوصفه مؤمناً محباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم والآخر منها بوصفه ثالث رجال الدولة وأحد كبار مسؤوليها.
واما المدينة المنورة فهي تأوي هذين الحدثين المباركين بوصفها بلد السنة، فهنيئاً لأميرها الموفق وأهلها الطيبين وأهلاً وسهلاً بضيوفها المكرمين.
https://www.al-madina.com/article/23503