صحيفة المرصد: شرح الداعية صالح المغامسي إمام وخطيب مسجد قباء جملة “أكلوني البراغيث” في اللغة خلال برنامج منابر النور والذي يذاع على قناة mbc1.
أكلوني البراغيث
وقال المغامسي: ” من باب نفع الناس أدبيًا، فإنه من المفترض أن يقولوا أكلوهم ولكنها قيلت هكذا “أكلوني البراغيث”، والبراغيث مفردها برغوث وهو حشرة شديدة الوثب، أليمة العض، تتوالد من التراب، وتكثر في فصل الشتاء، وكانت مشهورة في بادية الناس وفي مدنهم، وكانوا يتأذون منها”
الأصل أن الفعل ليس له إلا فاعل واحد
وأكمل : “الأصل أن الفعل ليس له إلا فاعل واحد، هذا الأصل في الكلام، وجرد الفعل إذا ما أسند إلى اثنين أو جمع كفاز الشهداء كما يقول ابن مالك في ألفيته، جائتهم هذه القضية، أن بعض العرب يقولون في كلامهم أكلوني البراغيث وهذه مشكلة لان الفعل ليس له فاعلان فإن قلت أن أكل فعل ماض وواوا الجماعة فاعل (ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل) فماذا تعرب البراغيث وهي الفاعل وإن أعربت البراغيث فاعلًا ماذا ستعرب واو الجماعة، هذا الإشكال في الكلام، وإن كان العامة الآن كلهم يتحدثون بدون أن يشعروا على وزن أكلوني البراغيث مثل (يأتيك ابنك فرحًا فيقول “أكرموني زملائي”), طبعاً خطأ لأن الصحيح فيها ” أكرمني زملائي”.
ورد عن فصحاء العرب
واستطرد قائلا: “ولكن لايمكن أن يقال عن هذا أنه لغة شاذة، قالوا أن هذا ورد عن فصحاء العرب مثل ( الحارث بن كعب , أزد شنوءة , وبعض قبائل طئ)، ثم قالوا إن القرآن جاء بها مثل قوله تعالى “وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ ۖ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ ” ابن مالك لايسميها لغة “أكلوني البراغيث” ولكنه يسميها لغة “يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل والنهار”.
رأي سيبويه
وأضاف : “سيبويه -رحمة الله عليه- ذكر في كتابه المشهور ” الكتاب” قال : ” واعلم أنه يوجد من العرب من يقولون ضربوني قومك فكأنهم جعلوا هذا علامة الفعل كما جعلوا التاء علامة التأنيث في قولهم قالت فلانة، الآن تخريج سيبويه أفضل من تخريجاتهم جميعا ، سبحان الله فارسي ويفقه هذا الكلام في لغة العرب”.
الختام
واختتم بقوله : ” فليعذرني القوم فلا يمكن الوصول لفهم كتاب الله ولا حتى الفقه إلا بعلم النحو وأن يكون ملمًا بلغة العرب لأن الفقه غالبه مبني على آيات القرآن أو على أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم”.
https://al-marsd.com/340885.html