"شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ"

سلسلة مقالات شهر رمضان في جريدة المدينة - المقال الثالث - تاريخ الخبر :15/08/201

 تأصيلاً لغوياً نقول: الشهور كلها أعلام عدا شهر ربيع الأول وشهر ربيع الثاني، وقول (( ربيع الآخر أصح )) .
والآية الكريمة نص صريح على أن نزول القرآن كان في رمضان، وقد قيل إن القرآن أنزل جملة واحدة من اللوح المحفوظ في ليلة القدر من شهر رمضان إلى بيت العزة في السماء الدنيا، وهذا القول أخرجه الطبري موقوفاً على ابن عباس رضي الله عنهما، ولا أعلم ما يعضده نظراً ولا أثراً. والصحيح أن المراد من قوله جل ذكره ﴿ شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ﴾ أي كان ابتداء نزوله في رمضان إذ المعروف أن صلوات الله وسلامه عليه نبئ بالخمس آيات الأول من سورة (( العلق )) وأرسل بالمدثر .
وفي الآية المباركة من شواهد ارتباط شهر رمضان بالقرآن ما لا يخفى ، وهو المبتغى  إدراكه والعمل به ، وقد كان جبريل عليه السلام يدارس نبينا (صلى الله عليه وسلم) القرآن كل ليلة من رمضان ، والمحفوظ أن هذه المدارسة ضربان : إما أن يقرأ جبريل عليه السلام ثم يتلو النبي  ما قرأه جبريل أو أن يقرأ جبريل ثم يقرأ النبي  من حيث وقف جبريل في قراءته والأول أظهر . ولهذا عظمت عناية سلف الأمة الصالح بتلاوة القرآن في رمضان وحق لهم ، لكن بعض أهل زماننا سلكوا بهذا طريقاً ذا عوج ، فأضحوا يهذون القرآن هذا لتغلب ختمات زيد ختمات عمرو والأمر أجل من ذلك .وكل الشأن ما أثر القرآن في القلب وما حال المؤمن عند تلاوته ، على المؤمن أن يستصحب أن هذا القرآن صدق في أخباره ، وعدل في أوامره ونواهيه .
فيقبل ما جاء فيه من وعد ووعيد وأخبار السابقين وأنباء الغابرين ويأتي ما أمر الله به وينتهي عما نهى الله عنه مع وجل في القلب ودمعة في العين ، فإن صاحب ذلك إن اقشعر جلده وخشع فؤاده فهذا المؤمن حقاً .


https://www.al-madina.com/article/42996