أجرى الحوار: عبد الهادي السعدي
السبت 7 شوال 1430 ـ 26 سبتمبر 2009 العدد 3284 ـ السنة التاسعة
عبد الهادي السعدي
الوطن/ألو.. الشيخ صالح المغامسي؟
المغامسي/ نعم
/ فضيلة الشيخ كيف تقدم نفسك؟
/ صعب حديث المرء عن نفسه.
/ كيف تصنف نفسك؟
/ أنا لا أصنف نفسي، الناس هي التي تصنفني.
/ كلمة داعية ماذا تعني؟
/ كلمة هامة تطلق على أعظم الناس علما وأقل الناس علما.
/ من وجهة نظرك هل الداعية يؤدي رسالته في هذا الزمن ومع تغير الأحوال؟
/ نعم منهم الصالحون ومنهم دون ذلك.
/ هذه إجابة عامة.
/ أنت تسألني بالعموم وهذه إجابة بالعموم.
/ خطبك دائما تثير الجدل، وهذا يحسب لك.
/ من كان يتعمد أن يثير الجدل فهو مذموم لكن من كان يحاول أن يشيع ثقافة حقيقية وحتى إن اصطدم بثقافة تقليدية فليس هناك جرم عليه.
/ هناك من يصمنا بالتطرف هل هذا الاتهام صحيح أم إنه يحتاج إلى تأصيل؟
/ قدر هذه البلاد حكاما وعلماء أن تسوس الناس أعانهم الله وهذا البلد أُسس على التوحيد وهو بلا شك مستهدف وقد يكون عرضة للحاقدين.
/ بناء على ما ذكرت فهي تبقى اتهامات؟
/ نعم ونسأل الله أن يوفق هذه البلاد.
/ من هو المتطرف؟
/ هو الذي لا يفقه الإسلام على حقيقته.
/ كيف يمكن أن يكون الداعية على ضوء متغيرات العصر وتحدياته؟
/ على الداعية أن يكثر من القراءات المتنوعة وألا ينهل من معين واحد حتى لا يتبنى رأيا واحدا يلزم الناس فيه.
/ هل للداعية أن يعتزل؟
/ إذا اكتشف الإنسان أنه ليس بأهل وأنه مكلف فيجب أن يقصره على من حوله دون التوسع، فهذا معقول، لكن لا يجوز للداعية أن يعتزل.
/ من أين بدأت فضيلة الشيخ؟
/ ما فهمت السؤال.
/ من أين بدأت وكيف كانت البداية؟
/ بدأت من المدينة المنورة ودرست في المعهد العلمي.
/ من هم زملاؤك فضيلة الشيخ؟
الدكتور خالد الصاعدي والدكتور الفحيم والدكتور الجهني ومصطفى حلبي.
/ ومحمد السحيمي ألم يكن زميلا لك؟
/ نعم كان زميلا في مرحلة الماجستير والسحيمي رجل فاضل.
/ ما الذي كتبه قينان الغامدي عن فضيلتكم؟
/ قينان الغامدي وفقه الله كتاباته موفقة قد يقبل بعضها ويختلف معه في بعضها، والاختلاف لا يفسد للود قضية، وأشكره شكرا جزيلا على كتابته عني وإن كنت دون ذلك.
/ متى ارتجلت أول خطبة في حياتك؟
/ أول خطبة في حياتي في الصف الرابع الابتدائي كانت عن الجار ثم بعد ذلك خطبت في مسجد السلام في المدينة ثم في مسجد الملك عبدالعزيز ثم مسجد قباء.
/ بمن تأثرت؟
/ لم أتأثر بأحد يتكلم، لست من هواة السماع بل من هواة القراءة، لكنني لا أنكر تأثري بالشيخ عبدالعزيز بن صالح في قوة شخصيته، كنت أحضر خطبه بالحرم، وتأثرت بالشيخ عطية سالم.
/ ما رأيك ببعض التصنيفات التي يطلقها البعض؟
/ لا يجب أن نصنف أحدا تصنيفا هو لا يحبه ولا يرضى به ويحسن بنا جميعا أن نفقه أن العصر هذا يختلف اختلافا كثيرا عن العصر الذي قبله.
/ ماذا تعني بذلك؟
/ أعني أنه لا بد من أن تأتي بالخطاب الذي يستحب لغة الواقع.
/ هل أنت متصالح مع النقد؟
/ لا يمكن أن نقول إن أحدا فوق مستوى النقد.
/ قال أحد المفكرين الإسلاميين إذا كانت الليبرالية تخدم الإسلام فأنا ليبرالي؟
/ الإسلام لا يمكن أن يخدمه ليبرالي، الإسلام يخدمه المسلم، يخدمه من تمسك بالإسلام.
/ فضيلة الشيخ أجريت عملية قلب مفتوح؟
/ نعم.
/ ما قصة الممرضة اللبنانية في غرفة العمليات؟
/ بعد أن فرغت من العملية وأفقت من البنج اكتشفوا أن هناك دما محيطا بالقلب.
/ بعد أن انتهيت من العملية؟
نعم، فقرروا إعادتي إلى غرفة العمليات مرة ثانية، في هذه اللحظة كان على يساري ممرضة لبنانية فقالت لي بالنص: صلي على النبي وبلهجتها قالت «ربك بيفرجها».
/ الممرضة تقول؟
/ نعم، فقلت اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، في هذه اللحظات تحرك الدم فنزل كله وتجمع الأطباء حولي، وقالوا ما نريد أن نصنعه في غرفة العمليات صنعه الله وقد كان رحمة من الله.
/ ألقيت خطبة أمام خادم الحرمين الشريفين؟
/ نعم، اختارتني إمارة المدينة بوصفها الجهة المخولة باختيار من يتكلم نيابة عن أهل المدينة.
/ ونالت إعجاب خادم الحرمين؟
/ خادم الحرمين أب للجميع وليس بالرجل الذي يقرب أحدا لأنه مدحه أو يقصي أحدا لم يمدحه، تشرفت بالسلام عليه وقال لي «بيض الله وجهك».
/ على أحد المواقع تطرقت للسينما؟
/ عندما تطلق كلمة سينما ليس معناها ما حكم الأفلام وعرضها والسينما في ظني ضلال مبين ولا يجوز فتح أبوابها لهذا البلد.
/ هناك جدل حول جواز فك السحر بالسحر؟
/ لا يجوز فك سحر بالسحر.
/ هناك مشعوذون ودجالون يدعون الرقية كيف يمكن ضبطها؟
/ إمكانية ضبط الرقية تعود إلى أنه لا بد من تشكيل لجنة من الإمارة ومن وزارة الشؤون الإسلامية ومن دار الإفتاء حول ضبط من يعطى ترخيصا بأن يرقى.
/ نقلت الصحافة حديثك عن باب الحارة؟
/ باب الحارة! سامح الله الصحافة، كيف تناولته؟ كنت أتكلم عن أسباب العنف وقلت من أسباب العنف عرضا أن أحد المراهقين يشاهد باب الحارة فلن ينظر إلى الحقبة التاريخية التي يتكلم عنها بل ينظر المراهق إلى تلك الشخصيات التي تتسم بالأنفة والقوة واستخدام اليد لأخذ حقها، لم أتكلم عن الحلال والحرام تكلمت عن أسباب ما يولد العنف.
/ كيف تقضي يومك؟
/ ممارساتي اليومية عادية جدا فوقتي مقسم بين الأهل والوالدين والقراءة وحوائج الناس.
/ ما هي محطات الحزن بحياتك؟
/ حزنت لوفاة الملك خالد رحمه الله.
/ هل أنت متفائل؟
/ متفائل جدا جدا.
/ كونك خريج تربية ماذا تشكل لك بعض المشاكل الاجتماعية؟
/ مثل..
/ مثل زيادة معدلات الجريمة والتصدع الأسري الذي أدى إلى العنف الأسري وكذلك وجود أعداد هائلة من النساء المطلقات وغير المتزوجات؟
/ هذا لا شك أنه يشكل تحديا وهو الذي يخرج الكبار من الناس لمجابهته والقيام بدور فاعل بالحياة.
/ هناك من يقرن هذه المشاكل بضعف المناهج؟
/ لا أتصور أن للمناهج علاقة كبرى بهذا الشأن.
/ هل تؤيد تطوير مناهج التعليم؟
/ إن الإنسان الذي يسعى وتكون لديه نية سليمة للإصلاح العام فإن الطريق بعد ذلك يمكن بالتشاور والأخذ والعطاء مع أصحاب الاختصاص وكل مرحلة لها قضاياها.
/ من باب متابعة الأحداث هل تتابع التلفاز؟
/ أشاهده أحيانا وأقرأ بعض الصحف.
/ هل تقرأ الصحف كلها أم تستثني منها؟
/ لا أتعامل مع صحيفة منبوذة وأخرى مقربة.
/ من وراء إقصاء بعض الصحف وبعض الأشخاص؟
/ أحيانا بعض الصحف لا تملك قدرة على استيعاب الجميع وحتى بعض الأشخاص لا يملك قدرة على استيعاب الرأي الآخر.
/ أقرب الصحف لنفسك؟
/ صحيفة المدينة وما تحتويه.
/ مَن مِن رؤساء التحرير والكتاب لك تواصل معه؟
/ ليس لي تواصل مع أحد مع أن التواصل معهم أمر محمود.
/ هل تصغي للرأي الآخر؟
/ نعم لأن عدم الاستماع للرأي الآخر يشكل عدم القدرة على إيجاد حل مناسب.
/ ما هي أهم مؤلفاتك؟
/ لم أدخل باب التأليف لكن كتب الله لي أن أفسر القرآن وشرحت السيرة وهناك بعض المحاضرات التي طبعت وكتاب الأيام النضرة.
/ تقول في نهاية هذا الحوار؟
/ أقول هناك بواعث إصلاح في الأمة سواء في سياسة الملك عبدالله حفظه الله أو ظهور علماء مخلصين بالإضافة إلى أن الناس بدأت تعي كثيرا من أمورها.
/ شكرا فضيلة الشيخ.
/ أشكر صحيفة الوطن على هذا الحوار وأسأل الله التوفيق للجميع.