صحيفة المواطن
الأحد - 7 جمادى الأول 1435 هـ 09 مارس 2014 م
يطيب لبعض الناس أن يعكروا صافي الماء ليتمكنوا من الاصطياد فيما عكروه .
وقد استغلوا كعادتهم قول الشيخ الفاضل صالح المغامسي في الموسيقى العسكرية وما شابهها للتقليل من شأنه ، ووجهوا سهامهم إليه قادحين ورادّين ، ومتهمين له بالصوفية ، وأخذ الأجرة على الفتيا !!!! ومن هذا القبيل.
والشيخ صالح غني عن التعريف ، فقد عرفه الأكثرون برقته ، وبجميل كلامه ، وصدق لهجته ، ولست أزكي على الله أحدا .
ولست ممن يوافق الشيخ حفظه الله في بعض من آرائه واختياراته ، لكني والله شهيد على ما أقول أجلّه وأقدّره ، وأعلم يقينا أن اختياره ليس نابعا عن هوى ، وليس منشؤه الجهل أو حب الشهرة أو السعي إلى حظوة لدى السلطان ، على الأقل فيما يبدو لي .
ولست مهتما ولا مسؤولا عن إخلاصه ونيته ، تماما كغيره من المسلمين ، والدعاة والمصلحين ، إذ إننا نثني على المرء بما يظهر ، لا بما خفى .
ومشكلة الناقمين أنهم يريدون من الشيخ أن يكون معهم في كل قول ، وتابعا لهم في كل رأي . وما هذه بسجيته ، ولا ما عرفناه عنه ، فقد استقل بأكثر من رأي مما يخالف ما عليه أهل العلم في المملكة الحبيبة . فهو يرى أن اسم الله الأعظم هو { الواحد القهار } خلافا لما اشتهر بأنه { الحي القيوم } كما يرى عدم كفر تارك الصلاة ، خلافا لما عليه الفتوى هنا . ويرى أن الذبيح هو إسحاق لا إسماعيل ، عليهما السلام .
وكل ذلك مما سكتوا عنه ، ولم نسمع لهم صوتا في إنكاره أو مجادلته ، أو الرد عليه فيه . حتى قال مقولته في الموسيقى فسلت سيوف ألسنتهم ردا وقدحا ، وقد سبقه إلى هذا القول سماحة المفتي العام للمملكة ، حفظه الله.
وبغض النظر عن صوابه أو خطئه ، فإن نسف الجهود الدعوية البينة لفضيلته فيه نوع فجور في الخصومة ، والقدح في طالب علم جليل مثل الشيخ صالح منذر بخلل عظيم في التربية الإيمانية عندنا ، ومسفر عن خلل كبير في فقه الخلاف ، وفي حسن الظن بالمسلم ، وفي محبة المؤمن لأخيه ما يحبه لنفسه .
وفيه أيضا بيان لمدى استيلاء التوافه من الأمور على العقول ، وتقديمها على الأهم منها ، فهناك من يعتلي المنابر وتنشر له المقاطع ينسف فيها الثوابت ، ويهدم المسَلّمات ، ويستولي على عقول الشباب ، ويؤسس للعقلانية البحتة مغطاة بدثار الشريعة ، ويرد النص الثابت بمجرد عدم فهمه ، أو تأويله ، أو مخالفته كما يراه هو للقرآن الكريم ، ولا نسمع لإخواننا همسا ، ولا نحس منهم من أحد ، ولا نسمع لهم ركزا !
فلنا أن نتساءل بكل أريحية ، وبكل شفافية : أهو التعصب للرأي ، أم هو الغيرة والفرح بما يرونه زلة من عالم ، أم هو الجهل بالأولويات ، والمهمات؟
https://www.almowaten.net/?p=139626