سلطان الخير وسلمان الوفاء

اليوم السابع - المقال (9) - 25 ذو الحجة 1430هـ

الابتلاء سنة ماضية، حيناً يكون في الجسد وحيناً يكون في المال وحيناً يكون في الأهل والولد وفي غير ذلك. وبه -مع الصبر- ترفع الدرجات وتكفر الخطايا - وفي الخبر الصحيح - عجباً لأمر المؤمن - وما ذاك الا لشكره في السراء وصبره في الضراء.

والبارحة استقبلت المملكة في محفل جليل ولي العهد بعد رحلة علاجية استمرت عاماً كاملاً. ان البعد عن الوطن لوحده مشقة وعناء فكيف اذا كان مقروناً بسقم وعناء، لكن الكبار تسقم ابدانهم وتبقى قلوبهم معلقة بربها تستمد منه العون وتستعين به على وصب الايام، لا تزيدهم الامراض الا معرفة بالله، ورأفة بخلقه وإدراكاً لحال الناس، وهم مع وطأة المرض وشدته ماضون في مهامهم الجليلة وأعمالهم النبيلة، فالحمى والمرض تنهكان قوة البدن حيناً لكنهما لا سلطان لهما على قوة الروح وعلو ‏الهمة، ولا احسب سمو ولي العهد الا واحداً من هؤلاء الكبار قدراً ‏وأثراً.‏

عوداً حميداً أبا خالد لوطن أغر أنت أحد بُنَاته، لا صبر له عنك ‏ولا لك صبر عنه، أطل علينا محياك قبل أن نودع عامنا ‏الهجري لنستقبل بفرحة عودتك عاماً هجرياً جديداً نرجو الله ان ‏يكون عام نصر وسعد للأمة كلها.‏ • أما أنت يا أبا فهد، فقد ضربت بوفائك مثلاً جعل الكتاب يلقون ‏اقلامهم، والخطباء يطوون أوراقهم.‏ ولئن قرن اسم «سلطان» بالخير فقد قرن اسم «سلمان» بالوفاء، ‏وعوداً حميداً يا أبا خالد.

https://www.al-madina.com/article/3571/